هو الإمام العالم العلامة الهمام العارف الكبير المحقق الفرد الشهير بقية السلف وحجة الله على الخلف سيدي محمد بن المفضل بن إبراهيم، ولد رضي الله عنه بفاس وحفظ القرآن العظيم على كبر لأنه لم يتوجه لحفظه إلا بعد البلوغ ثم شرع في طلب العلم واعتنى بحفظ المتون فحفظ مختصر خليل وتحفة ابن عاصم وألفية ابن مالك والأجرومية وأخذ العلم عن جماعة من علماء فاس في وقته ثم بعد الانتهاء اشتغل بالتدريس في جامع القرويين نحو أربعة أعوام ثم انتسب ودخل في طريق أهل الله فسلكها على قدم التجريد والمجاهدة التي انقطع نظيرها منذ قرون وكان السبب في أخذه الطريق رفيقه في الطلب الفقيه الإمام العلامة الشريف أبو العباس سيدي أحمد بن الخياط فإنه أخذ عن الشيخ العارف بالله سيدي عبد الواحد بناني ثم دعاه إلى الأخذ عنه ففعل وتلقى منه ورد الطريقة الشاذلية الدرقاوية فطلب منهما الشيخ الحضور مع الفقراء فجعلا يترددان إليه وعليهما حلة العلماء المعروفة بفاس والمغرب فصار الشيخ يجردهما من ذلك بالتدريج إلى أن خرجا عن جميع العوائد والمألوفات ثم لبسا الخشن من الثياب بل لبسا الخيش وشدا في وسطهما الحبل وانقطعا للمجاهدة وخرق العوائد، والذكر جهرا بشوارع فاس التي كانا يمران فيها بهيئة العلماء مع ارتكاب كل ما يشق على النفس وترك الشهوات وتعمير الوقت بأنواع الطاعات ومكثا على هذا الحال ست سنين مات في انتهائها شيخهما سيدي عبد الواحد بناني رضى الله عنه فجددا الأخذ عن أخيه الشيخ سيدي الحاج أحمد ربيع بوصاية من شيخهما واستمرا على حالهما.
انتقل إلى جوار ربه يوم الخميس فاتح رجب سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف للهجرة.